آداب  الاستماع

 

 في  الآية   الكريمة: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)، أسس الاستماع الفعال، وإن كثيرا من الناس يعانون نقصا في هذا الجانب بسبب عدم إتقان فن الاستماع، وقد نعت الله عز وجل الذين لا يسمعون ولا يعون ما يقال لهم بأسوأ نعت وحذر المؤمنين من أن يكونوا مثلهم فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون..)

ولكي نتعلم فن الاستماع علينا:

1 ـ أن نلقي السمع فنتعمد الاستماع ونركز على ما يقال (الإنصات والإصغاء)

2 ـ أن نكون شهودا أي حاضرين بعقولنا وقلوبنا نتدبر بهما ما نسمع

3 ـ أن نقاوم انصراف انتباهنا إلى شيء آخر

4 ـ أن نسمع بصدر رحب ما يقوله المتحدث

5 ـ ألا نفقد التركيز بسبب ردود فعلنا على ما يقال

6 ـ أن نركز على المعلومات والنقط الجوهرية التي يتم إعطاؤها 

7 ـ أن نكون مستعدين بدنيا للاستماع

8 ـ أن نجلس في المقدمة (إن أمكن: الاتصال بالعين يكون فعالا) وندون الملاحظات

وعلينا أيضا أن نكبح "الأنا" فينا، وألا نفكر فقط فيما نريد أن نقوله حينما ينتهي المتحدث من حديثه، يجب علينا أن ننصت للأفكار وأن نحكم على الرسالة بناء على مزايا مضمونها وليس على أساس طريقة توصيلها. كما يجب أن يكون لدينا الصبر الكافي للإنصات إلى المتحدث بانتباه وألا نقاطعه ويجب ممارسة ذلك بوعي وأناة.

وإذا لم نفهم الرسالة فيحسن سؤال المتحدث عندما يفرغ من حديثه أن يكرر أو يشرح بعض النقاط، ومن المفيد أيضا الرد على المتحدث بتعليقات وملاحظات حول ما فهمناه مستمعين، وكل ذلك بأدب وحسن خلق..

وحسن الاستماع كما يجب قد مدح الله تعالى عليه فقال: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله)

روي عن وهب بن منبه أنه قال: من أدب الاستماع سكون الجوارح وغض البصر والإصغاء بالسمع وحضور العقل والعزم على العمل، وذلك هو الاستماع كما يحب الله، وقال سفيان بن عيينة: أول العلم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر، فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنية صادقة على ما يحب الله أفهمه كما يحب وجعل له في قلبه نورا.

ومن الآداب التي يجب أن تسود بين المتحدث والمستمع أن يكون كل واحد منهما واثقا في الآخر بحيث لا يخامره أدنى شك في صدقه ونصحه وإخلاصه، وذلك لقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) وقال الرسول (ص): ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) من رفق في المعاملة، وطلاقة وجه وكريم قول وتقدير واحترام وتواضع وإظهار الجميل وسكوت عن المساوئ والهفوات.

مجيدي محمد