أسبانيا تدريب  من أجل العمل
 

شهد المستوى التعليمي في إسبانيا زيادة جوهرية في السنوات الأخيرة. فوفقاً لدراسة أجريت مؤخرا فأن كان 35% من السكان قد اجتازوا مرحلة التعليم الثانوي على الأقل، بل حصل معظمهم على شهادة إتمام هذه المرحلة، وأتم 34% من السكان دراستهم في المرحلة الابتدائية، وأنهى 16% ممن هم فوق سن السادسة عشرة دراستهم المتقدمة سواء في مرحلة التدريب المهني أو في التعليم الجامعي.
هيكل النظام التعليمي في إسبانيا:
يشهد النظام التعليمي الإسباني في الوقت الحالي عملية إصلاح شاملة في جميع المراحل والمستويات التعليمية، وقد تم تطبيق النظام الجديد في أكثر من 50% من مستويات الصفوف غير الجامعية، وما زال النظام التعليمي قائماً في مناطق مختلفة من البلاد.
ومن أجل أن نتفهم الوضع التعليمي في البلاد يجب أن نعرف أن المرسوم الدستوري الخاص بالتنظيم العام للنظام التعليمي (
LOGSE) غير الجامعي يقسّم النظام التعليمي إلى تعليم عام وتعليم متخصص.
ويشمل التعليم العام المراحل التالية:
1 ـ مرحلة ما قبل المدرسة «رياض الأطفال».
2 ـ مرحلة التعليم الابتدائي.
3 ـ مرحلة التعليم الثانوي.
4 ـ مرحلة التدريب المهني المتطور.
ويستمر التعليم الإلزامي لمدة عشر سنوات، وذلك من سن السادسة حتى السادسة عشرة.
أما التعليم المتخصص فيضم تعليم الفنون وتعليم اللغات. ويندرج تحت النظام التعليمي أيضاً نوعان آخران من التعليم هما:
1 ـ تعليم الكبار.
2 ـ التعليم الخاص.
وتتولى السلطة التعليمية في إسبانيا كل من الدولة والمجتمعات المتمتعة بالحكم الذاتي. وتختص الدولة بسلطات ذات طبيعة تنظيمية، وتهتم بالعناصر أو الجوانب الأساسية للنظام التعليمي، وذلك ضماناً للوحدة الأساسية للنظام، ولضمان إتاحة ظروف عادلة ومتساوية أمام جميع الإسبان لممارسة حقوقهم التعليمية. وتستأثر الدولة أيضاً بعدة سلطات تنفيذية كالإشراف العام واتخاذ القرار النهائي في طلبات المنح الدراسية. وتمثل وزارة التعليم والعلوم جهاز الدولة الرسمي في هذا المضمار.
أما سلطات المجتمعات المستقلة فتتركز في مشاركة الدولة في وضع بعض معايير التعليم الأساسية، بالإضافة إلى تنظيم الجوانب غير الأساسية مثل السلطات الإدارية التنفيذية.
وتحرص الدولة على وجود نوع من التنسيق والتعاون المتبادل بين السلطات المركزية والإقليمية، وذلك من خلال مؤتمر مستشاري التعليم في المجتمعات المستقلة، الذي تشرف عليه وزارة التعليم والعلوم، ويهدف إلى تبادل المعلومات ووجهات النظر وإجراء مراجعة مشتركة للمشكلات التعليمية والسعي إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها.
وسنعرض لمراحل التعليم المختلفة على نحو مفصل كالتالي:
رياض الأطفال
يعد تعليم رياض الأطفال أول مستويات النظام التعليمي، إلا أنه اختياري وليس إلزامياً، لكن أهميته تكمن في قدرته على المساعدة في تعويض أي فروق اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية محتملة. ويسهم تعليم رياض الأطفال في تطوير الأطفال وتنميتهم بدنياً وفكرياً وعاطفياً واجتماعياً وأخلاقياً.
ويلتحق بهذه المرحلة الأطفال حتى سن السادسة من العمر، وتنقسم تلك المرحلة إلى دورتين، مدة كل منهما ثلاث سنوات، ويتلخص الهدف من التعليم في هذه المرحلة في الآتي:
1 ـ تنمية الوعي لدى الأطفال بحواسهم.
2 ـ تنمية علاقاتهم مع الآخرين من خلال وسائل التعبير.
3 ـ إكسابهم قدراً معيناً من الاستقلال في أنشطتهم اليومية.
4 ـ تنمية مهاراتهم في الملاحظة والاستكشاف للأجواء المحيطة بهم من طبيعة وأسرة ومجتمع.
5 ـ بث الثقة في الأطفال وتشجيعهم على التحلي بالمبادرة في أعمالهم.
وفي نهاية هذه المرحلة يجب أن يصبح الأطفال قادرين على تذكر وتمثيل جوانب متنوعة من الواقع والتعبير عنها من خلال الألعاب والأنشطة الفنية وأشكال التعبير الأخرى. ويجب أن تولى عناية خصوصاً في هذه المرحلة للتطور اللغوي اللفظي كعنصر أساسي للاتصال والتعبير عن الأفكار والخبرات والرغبات.
ويقوم بمهمة تعليم رياض الأطفال في إسبانيا كل من المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، وتعتبر رياض الأطفال في المدارس العامة جزءاً من مدارس التعليم الابتدائي. ويتولى مهمة التدريس معلمون مؤهلون يحملون درجة الدبلوم (دورة جامعية مدتها ثلاث سنوات)، أو تربويــون متخرجــون مـن مراكــز التدريب المهنية العليا.
التعليم الابتدائي
أولى المراحل التعليمية الأساسية، وتتميز هذه المرحلة بأنها إلزامية ومجانية للجميع، وتتسم بالعمومية والتوحد في طبيعتها. وتضم المرحلة ستة صفوف تستغرق ست سنوات دراسية تبدأ من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة. وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاث دورات، مدة كل منها سنتان. وتستهدف المرحلة الابتدائية توفير تعليم مشترك لكل الأطفال يكتسبون من خلاله المفاهيم الثقافية الأساسية، والمهارات المتعلقة بالتعبير الشفهي، والقراءة، والكتابة، والحساب، والاستقلال التدريجي في سلوكهم في بيئتهم المحيطة بهم.
وينمي التعليم في تلك المرحلة مهارات استخدام اللغة الإسبانية الرسمية، وكذلك اللغة الوطنية أو المحلية شبه الرسمية المستخدمة في المجتمعات المستقلة، بالإضافة إلى البدء في تعلم لغة أجنبية. ويولى التعليم في هذه المرحلة اهتماماً جليلاً لاستقلالية الطلاب في أنشطتهم اليومية وعلاقاتهم الجماعية. ويتم تعريف الطلاب بميراثهم الثقافي حتى يتمكنوا من المشاركة في الحفاظ على هذا الميراث وتحسينه.
ويتولى مهمة التدريس في المرحلة الابتدائية معلمون حاصلون على درجة الدبلوم الجامعية، بالإضافة إلى معلمين محترفين ومتخصصين في المجالات الخاصة بالموسيقا والتربية البدنية والفنية واللغات الأجنبية.
التعليم الثانوي الإلزامي
ويقصد بها الفترة الختامية للتعليم الأساسي، ومدة هذه المرحلة أربع سنوات دراسية مقسمة إلى دورتين كل منهما مدتها سنتان. وينخرط الطلاب في هذه المرحلة من سن الثانية عشرة حتى سن السادسة عشرة.
وتهدف هذه المرحلة إلى منح جميع الطلاب خلفية ثقافية أساسية، وتدربهم على تولي المسؤوليات وممارسة حقوقهم وتهيئتهم، وإعدادهم للتوظف والعمل، وذلك من خلال حصولهم على تدريب مهني معين أو شهادة البكالوريا. وللاستجابة لهذا الهدف المزدوج يحكم هذه المرحلة التعليمية مبدآن أساسيان ومتكاملان وهما الشمولية والالتزام بالتنوع.
وتهتم المرحلة الثانوية بتطوير المهارات التالية لدى الطلاب:
1 ـ الفهم والتعبير الصحيح والسليم للنصوص والرسائل المعقدة شفهياً وتحريرياً، وذلك باللغة الإسبانية القشتالية، بالإضافة إلى اللغة المحلية الرسمية المستخدمة في منطقة الطلاب.
2 ـ تعزيز إجادة الطلاب للغة الأجنبية التي يدرسونها بدءاً من الصف الثالث الابتدائي.
3 ـ تعلم التفكير النقدي.
4 ـ تقويم وتقدير المعتقدات والاتجاهات الأساسية الكامنة في ميراث البلاد الثقافي، مع اكتسابهم للعادات الاجتماعية الخاصة بالصحة والاستهلاك والبيئة.
5 ـ غرس روح التعاون، والمسؤولية الأخلاقية في الطلاب بالإضافة إلى مشاعر التضامن والتسامح، وذلك للقضاء على صور التمييز والتفرقة بأشكالها المختلفة.
6 ـ تعلم التحليل للعناصر الفاعلة في الأحداث الاجتماعية.
7 ـ فهم قوانين الطبيعة الأساسية، بالإضافة إلى اكتساب التدريب التقني الأساسي، مع فهم البيئة الاجتماعية والطبيعية والثقافية للمجتمع.
يتم تقويم الطلاب في كل مادة دراسية على حدة، وتتنوع التقديرات بين «غير مُرض»، «مرض» (مقبول)، «جيد»، «جيد جداً»، و«ممتاز». وتنظم المدارس دورات وبرامج تقوية للطلاب الذين يتعثرون أو يخفقون في الوصول إلى المعايير العادية المقبولة. ويُمنح الطلاب عند إتمام مرحلة التعليم الثانوي الإلزامي شهادة تخرج تؤهلهم للحصول على درجة البكالوريا، والتدريب المهني المتوسط. ويتم عقد برامج «ضمان اجتماعي» للطلاب الذين لم يحققوا المستوى المطلوب في المرحلة الثانوية الإلزامية رغم بلوغهم سن السادسة عشرة، وذلك بهدف تزويدهم بخلفية ثقافية ومهنية أساسية تمكنهم من الانضمام لسوق العمل أو مواصلة تعليمهم وفق خيارات قانونية متنوعة في مجال التدريب المهني المتوسط.
مرحلة البكالوريا
تعتبر البكالوريا بموجب المرسوم الدستوري الخاص بالتنظيم العام للنظام التعليمي
LOGSE إحدى المراحل المكملة «للتعليم الثانوي الإلزامي». وتستمر هذه المرحلة «البكالوريا» سنتين وتشكل رابطاً غير إلزامي بالمرحلة الثانوية الإلزامية. ويحق للطلاب الحاصلين على شهادة إتمام التعليم الثانوي الإلزامي الالتحاق بمرحلة البكالوريا التي تعد الطلاب للالتحاق بالتعليم الجامعي، أو التدريب المهني المتقدم، أو إدراج الطلاب في سوق المطلوبين للعمل.
وتهتم مرحلة البكالوريا التعليمية بتطوير القدرات الخاصة، بإتقان اللغة الإسبانية القشتالية، واللغة المحلية الرسمية، وكذلك الإتقان الفائق لإحدى اللغات الأجنبية، بالإضافة إلى التحليل النقدي والتقويم للحياة المعاصرة. وتهتم أيضاً بدراسة أصول المنهج والبحث العلمي، وكذلك استخدام التربية البدنية والألعاب المختلفة لتعزيز التطور الشخصي للطلاب، بالإضافة إلى تنمية إدراكهم الفني والأدبي.
وتتركز دراسة مرحلة البكالوريا حول علوم أربعة هي: الفن، والعلوم الطبيعية، والصحة، والإنسانيات، والدراسات الاجتماعية، والتقنية. وتركز الدراسات المختلفة على العلاقة بين الجوانب النظرية والعملية للمعرفة.
ولا يحق للطالب الذي يرسب في أكثر من مادتين في السنة الأولى أن ينتقل إلى السنة الثانية للبكالوريا، وإذا رسب في أكثر من ثلاث مواد في السنة الثانية، يتوجب عليه إعادة منهج السنة بالكامل، أما إذا كان الرسوب في ثلاث مواد فأقل، فيتم إعادة مواد الرسوب فقط. ويحصل الطلاب الذين يجتازون المواد الدراسية بنجاح طوال سنتي الدراسة على دبلوم البكالوريا الذي يؤهلهــم للقيــد في التدريـب المهنـي المتقدم أو في الجامعة.
التدريب المهني
حدد المرسوم الدستوري الخاص بالتنظيم العام للنظام التعليمي شكلين للتدريب المهني: الأول متوسط، والثاني متقدم.
والهدف من التدريب المهني هو تأهيل الطلاب للاضطلاع بالعمل في الحرف المختلفة. ويهتم التعليم في هذه المرحلة بإعداد الطلاب للعمل في مجال معين، وذلك من خلال منح الطلاب دورات عملية مركزة للغاية تمكنهم من التكيف مع أي متغيرات تواجههم في حياتهم العملية.
ويجدر بنا أن نذكر أن التعليم العام يضم ما يسمى بالتدريب المهني الأساسي الذي يقدم للطالب الأسس العلمية والفنية والمهارات المشتركة اللازمة لمجموعة من الحرف والمهن.
أما التدريب المهني النوعي أو الخاص فيعد الطلاب لمهنة معينة بذاتها. وتتكون فترة التدريب المهني النوعي من سلسلة دورات تنتهي بالحصول على شهادة التدريب المهني المتوسط، والمتقدم، وهو الأمر الذي يعتبر بمنزلة أداة للتفوق المهني اللازم للحصول على وظيفة معينة، أو لمواصلة التعلم في مراحل أكاديمية أعلى. ولا يحق لأي طالب الانضمام إلى التدريب المهني المتوسط إلا بعد الحصول على شهادة إنهاء التعليم الثانوي الإلزامي، بالإضافة إلى اجتياز القبول، أما التدريب المهني المتقدم فيتطلب الالتحاق به الحصول على دبلوم البكالوريا.
التعليم المتخصص
أ ـ التعليم الفني:
ويهدف هذا النوع من التعليم إلى تزويد الطلاب بتدريب فني عال يتيح لكل من سيصبح منهم من الموسيقيين والراقصين والممثلين والرسامين والمصممين المحترفين في المستقبل من اكتساب المهارات اللازمة لهذه الفنون. ويُصنف التعليم الفني إلى: موسيقا ورقص، وفنون مسرحية، وفنون جميلة، وتصميم. وتختلف سنوات الدراسة الأكاديمية حسب كل تخصص، ويشترك للالتحاق بالتعليم المتخصص إنهاء الدراسة الثانوية الإلزامية على الأقل، بل أحياناً يتطلب الأمر الحصول على دبلوم البكالوريا أولاً.
ب ـ تعليم اللغات:
ويلقى هذا النوع طلباً متزايداً بفضل الاهتمام المتزايد بمعرفة اللغات الأخرى في أي مجتمع حديث، وقد قوي هذا الاهتمام في إسبانيا بعد مشاركة البلاد الفعالة والنشطة في المحافل الدولية وعضويتها في الاتحاد الأوروبي. ويشجع هذا النوع من التعليم على دراسة اللغات المحلية شبه الرسمية للبلاد، وكذلك اللغات الأوروبية الأخرى. ويبدأ القيد في مدارس تعليم اللغات في سن الرابعة عشرة من العمر، وتستمر الدراسة لمدة خمس سنوات، يحصل بعدها الخريج على شهادة الكفاءة. أما اللغات التي يستطيع الطالب دراستها والتخصص فيها فهي:
«اللغة العربية، الكاتالونية، الصينية، الدانماركية، الألمانية، الإنجليزية، الإسكورية، (لغة إقليم الباسك)، الفرنسية، الهولندية، اليونانية، الإيطالية، اليابانية، البرتغالية، الرومانية، الروسية، والإسبانية بالنسبة للأجانب».
تعليم الكبار
يهدف النظام التعليمي إلى تطبيق مبدأ إتاحة الفرص المتساوية بمنتهى الفاعلية، ويشكل تعليم الكبار استجابة لمطلب المواطنين في التعلم بما يحقق اندماجهم في المجتمع ويوفر لهم فرص مواصلة التعليم في مجالاته المتنوعة المتوفرة بمقتضى النظام.
وقد وضع المرسوم الدستوري للنظام التعليمي إطاراً قانونياً جديداً يتجاوز الاتجاه السائد من قبل بشأن تعليم الكبار، والذي كان يربط هذا النوع من التعليم ببرامج محو الأمية فقط، أو بإتاحة الفرصة مرة أخرى أمام الفاشلين لمعالجة رسوبهم أو هجرهم المبكر للدراسة. ويتجاوب المفهوم الحالي لتعليم الكبار مع متطلبات التدريب الكفء، والتحديث، وإعادة التأهيل، والترقي المرضي.. بالإضافة إلى المفهوم التقليدي الخاص بتعويض الأشخاص عما فاتهم أو أصابهم من قصور في أثناء سنوات تعلمهم في الماضي.
وبناء على ذلك فقد أصبحت أهداف تعليم الكبار تشتمل على:
1 ـ اكتساب وتحديث التعليم الأساسي، والانفتاح على المستويات المختلفة للنظام التعليمي.
2 ـ تعزيز المؤهلات المهنية أو اكتساب الخبرة اللازمة لممارسة حرف أو مهن أخرى.
3 ـ تطوير القدرة على المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للبلاد.
ويتطلب انخراط الكبار في التعليم حصولهم على متطلبات تعليمية مسبقة، أما من لا يتوفر فيه هذا الشرط فيجتاز امتحانات معينة أو خاصة، ليتمكن من الحصول على الشهادات التي تتناسب مع كل مستوى تعليمي.
التعليم الخاص
يعتبر التعليم الخاص جزءاً من هيكل النظام التعليم العام في إسبانيا، وقد أدخل الدستور الأسباني لعام 1978م ومرسوم الاندماج الاجتماعي لعام 1982م الخاص بالمعاقين اتجاهاً جديداً بخصوص فهم أصل العجز والإعاقة ومعناهما، ومن ثم أرسى الأسس لنموذج جديد من التعليم الخاص، ترتكز فلسفته على مبادىء تطبيع العاجز أو المعاق حتى يصبح سوياً في حياته، ثم مساعدته على الاندماج في مجتمعه.
ويرى خبراء التعليم في البلاد أنه قد يكون من الأفضل للطلاب ذوي المتطلبات التعليمية الخاصة (التعبير البديل المستخدم لعبارات العاجز، المعاق، غير السوي، غير المتكيف وغير المتوافق). الانخراط في المؤسسات التعليمية القائمة والاندماج في البرامج العادية أو القيد في مدارس التعليم الخاص.
ويحق للطلاب ذوي المتطلبات التعليمية الخاصة المقيدين في المؤسسات والبرامج العادية أن يتم قيدهم أيضاً في المستويات التعليمية نفسها لأقرانهم، خصوصاً في مراحل التعليم التمهيدية، والابتدائية، والثانوية الإلزامية، وبرامج الضمان الاجتماعي، والبكالوريا، والتدريب المهني بل وحتى التعليم الجامعي. ولكي يحقق هؤلاء الطلاب الأهداف المرجوة ويجتازوا المنهج الدراسي، يتوجب على فريق التدريس أن يجروا بعض التعديلات على المنهج الدراسي.
وتضم المدارس الابتدائية والثانوية العادية التي تقيد طلاباً ذوي متطلبات تعليمية خاصة، معلمين ذوي تعليم خاص، بالإضافة إلى وجود مدرسين نفسانيين في طاقم التدريس العادي للمدرسة. وتتابع هذه المجموعات الطلاب المعاقين وتقدم لهم النصح بشأن التكيف مع الأوضاع وتشجعهم في مسيرتهم التعليمية.
أما مؤسسات التعليم الخاص فتقيد الطلاب ذوي المتطلبات التعليمية الخاصة الدائمة والمصحوبة بحالة من العجز تستدعي قدراً عالياً جداً من التكييف والتعديل للمنهج الدراسي الخاص بمجموعتهم العمرية. ويستمر التعليم الأساسي الإلزامي للطلاب المقيدين في مؤسسات التعليم الخاص لمدة عشر سنوات. وتركز سنوات الدراسة الأخيرة على المهارات ذات العلاقة بالفرص الوظيفية، وذلك لمساعدة الخريجين على أن يشقوا طريقهم في الحياة بشكل مستقل ومُشرف.
تأهيل المعلمين
تولي الدولة عناية فائقة لمسألة تأهيل العاملين في الحقل التعليمي، وذلك لتوفر كوادر علمية قادرة على الاهتمام بالأبناء بما يحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية.
وتشترط الدولة على المعلمين الذين يقومون بالتدريس في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية الحصول على «دبلوم المعلم» وهي درجة جامعية يحصل عليها المعلم بعد قضاء ثلاث سنوات دراسية في مرحلة التعليم العالي. ويمكن الحصول على هذا الدبلوم في تخصصات عدة كتعليم الأطفال، التعليم الابتدائي، اللغة الأجنبية، التربية البدنية، التربية الموسيقية، التعليم الخاص، وعلاج مشكلات التخاطب.
أما التدريس في المرحلة الثانوية فيشترط على المعلم الحصول على درجة الليسانس في علوم التربية أو درجة البكالوريوس في الهندسة، وذلك ليتمكن من تدريس مجالات معينة في مرحلة التدريب المهني.
ويحق للعاملين في مجال التعليم التقاعد اختيارياً عند بلوغهم سن الستين بشرط قضاء 15 عاماً في الخدمة على الأقل، ويصبح التقاعد إلزامياً عند بلوغهم سن الخامسة والستين. ويعمل المدرس 1280 ساعة سنوياً، منها 850 ساعة في التدريس، والباقي في أداء واجبات مكملة لعمله. ويتمتع المعلمون بإجازة صيفية مدتها شهران علاوة على عطلتي رأس السنة الميلادية، وعيد الفصح. ويستغل باقي الإجازة الصيفية في عقد دورات تدريبية للمعلمين، حيث ينص المرسوم الدستوري للنظام التعليمي على أن مواصلة التعلم حق وواجب على كل العاملين في مجال التدريس، وذلك لتحديث خبرتهم العلمية والتعليمية والمهنية من حين لآخر، على أن تكون تلك الدورات التدريبية مجانية، وتقوم بمهمة التدريب مراكز المعلمين والجامعات، وذلك تحت إشراف وزارة العلوم والتربية وأقاليم البلاد المستقلة.
وأخيراً فقد أعلنت وزارة العلوم والتربية عام 1990م عن مشروع بحث تعليمي قومي يهدف إلى إجراء إصلاح شامل كماً وكيفاً في النظام التعليمي للبلاد، وذلك بهدف تطوير نوعية التعليم ومستواه في دولة أسبانيا.
التعليم في أسبانيا في سطور:
- تسعى اسبانيا إلى جعل إلزامية التعليم من سن الثالثة.
- يتجه 70% من خريجي الثانوية إلى الجامعات والـ 30% إلى المعاهد المهنية، ورغم هذا فإن الإسبان لا يرون أن هذه النسبة كافية للتعليم المهني.
- رياض الأطفال مجانية و70% من تلاميذ هذه المرحلة مسجلون في المدارس الحكومية و30% في المدارس الأهلية.
- يعتمد على معلم الفصل في كل صفوف المرحلة الابتدائية، ومعلم متخصص في الدين والتربية البدنية.
- هناك تركيز على التعليم المهني في المرحلة الثانوية.
- هناك تعاون بين القطاع الخاص ومؤسسات التعليم في التأهيل المهني.
- المنهج موحد والكتب يؤلفها الناشرون ويتولون بيعها.
- لا توجد مدارس مستأجرة ويلاحظ بساطة وجمال التأثيث.
- التركيز في استخدام الكمبيوتر كأداة للإنتاج والتعليم وتوفير جهاز حاسب لكل فصل في المرحلة الابتدائية.
- وجود مصادر للتعليم- ورش للمهن المختلفة.
- الكتب المدرسية ملك المدرسة.
- الحصة في المدرسة مقدارها 50 دقيقة ويخصص معلم لكل فصل، بحيث يكون مع الطلاب من البداية إلى النهاية.
- المعلم يبقى في المدرسة من بداية الدوام إلى نهايته.
- تقديم وجبة غداء ساخنة في المدارس.
- يعتمد القبول في الجامعات على اختبار يعد بالتنسيق مع وزارة التربية.
- يلزم من يريد العمل في التدريس الحصول على إجازة تدريس.
- يوزع الطلاب في المرحلة الابتدائية وفق نظام المجموعات.
- الوسائل والكتب المساندة تتوفر في الفصول والممرات.
- الطلاب الموهوبون يعطون فرصة اختصار الدراسة في التعليم العام لسنتين.
- تتفق وزارة التربية مع مدارس أهلية في بعض المواقع لإلحاق الطلاب فيها بدلاً من فتح مدارس حكومية.
- استخدام شبكة الإنترنت في المدارس والمؤسسات التعليمية.
- يبدأ اليوم الدراسي من التاسعة والنصف إلى الواحدة والنصف ظهراً، ثم فترة راحة وغداء لمدة ساعة ونصف، ثم تستأنف الدراسة من الساعة الثالثة إلى الخامسة والنصف عصراً.
- يوجد فكرة جمع المدارس الريفية والريفية الصغيرة تحت إدارة واحدة وتستثمر الطاقات البشرية فيها بشكل جيد.
- تقام مبانٍ مدرسية صغيرة ذات فصلين للمدارس الريفية.
- يهتم القائمون على التعليم في المدارس المدنية والمدارس القروية بالاجتماعات الدورية.
-هناك تركيز واهتمام في النظامية بدور المجتمعات المحلية وأولياء الأمور في سير عمل المدارس.
- تتم احتفالات النشاط حسب المناسبات ومن قبل كل مدرسة على حدة.
- أقصى عدد للطلاب في المدرسة يبلغ 810 طلاب، وعدد الفصول لا يتجاوز 26 فصلاً. والحد الأدنى لمقاس الفصل42متراً مربعاً.
- المباني المدرسية من الخرسانة المسلحة وجميع المدارس تستعمل السبورة والطبشورة.
نشر في مجلة (المعرفة) عدد (41) بتاريخ (شعبان 1419هـ -ديسمبر 1998م)

 : http://www.bab.com